الأربعاء، 7 يناير 2009

اقتِحَامٌ يَوْمِيٌّ لعَرَبَةِ المِترُو

اقتِحَامٌ يَوْمِيٌّ لعَرَبَةِ المِترُو


1

لتكُون مُهلتكَ الأخيرة !

صَفُّ مَوْتىَ النوَافذِ مُتجَاورين

في زحاَم الأرصِفةِ

عَنَاقِيدُ مُدَلاةٌ وَجَافة

الأيْدِي

تنبُضُ أنُوفٌ فقط في مُواجَهَةِ إنَاثٍ

يَشْهَقنَ في مَقابر الأصَابع ِ

يَجْلسَان - في الانتظار- مَهْمُومَين

شَابٌ وفتاة ٌ

تتحَمَّلُ عِبْءَ سَاعِدِهِ المَفْرُودَةِ عَلى كتفِها

يُحَاولان جَمْعَ فرَاشاتٍ

لصِنَاعَةِ زَخَم ٍكَريم ٍ

صَوْتُ عَجَلاتِ القِطار يُكَرِّسُ مَسَافة أخُرَى

لعُيون زَائِغَةٍ

2

كَانت الوُجُوهُ فِي المِترو

تثيرُ دَهْشة بالفناءِ المُسْتنشقِ مَعَ الصَّبَاح

التجَاعِيدُ تبدُو وَاضِحَة ً

سَيْلٌ مِن الصَّمْتِ المُؤقتِ

والمُرَاقبةِ

كُلمَا وَضَعْتُ أصَابعِي فوقَ فمِي

أشْكرُ رئتي باستخفافٍ وحَذر ٍ

بترقبٍ على الأقلِّ

3

هَلْ رَاقبُونِي بصَرَامَةٍ وَجدِّيةٍ إلىَ هَذا الحَدِّ؟!

باطرَادٍ هكذا؟!

مَلأوا أدْرَاجَهَم بعناوينَ مُبْهجَةٍ

وَمُصَافحَاتٍ مُطرَّزَةٍ وَمَعْقودَةٍ

كَعُلبِ الحَلوَى

يُؤجِّلون قطفَ وَرَقِ الشَّجَر الذابل

يَطفقونَ الأرْضَ بقوةٍ

تُذكِّرُهُمْ بمُعَسْكَرَاتِ الجَيْش فِي السَادِسَةِ صَبَاحَاً

الوَقتُ كائنٌ نبيلٌ وَأسِيفٌ

يَومِيٌ وَمُعَاشٌ

بدَرَجَةٍ

4

كلُّ الذي أفعَلهُ

لا يَزيدُ عَنْ وَضْع قدَمٍ عَلى دَرَج ٍمُنهَار ٍ

أنا عَلى عِلمٍ بهَذا

وَأعْطِي الخَيَالَ رَحْْْْْْْْْْْْْْْْْابَة مَيدَان التحْرير

"الخَالِيَ تمَامَاً من الخَطو المُوَازيَ والمُتقاطع

وحَفِيفِِ أطر المَرْكَبَاتِ "

الإعْلانَاتُ تعمَل بيقينٍ

والجرذانُ تتعَلقُ بمَسَامِ الحَدِيْدِ

سَائِقو الأجْرَةِ, المُوَظفُونَ, بَوْابُو العَمَائِر, الجَرْسُوناتُ

الصَّحَفِيُّونَ والسُّعَاةُ, أصْحَابُ أكْشَاكِ السَّجَائِر...

أسْئِلة ليْسَتْ بَريئة أبَداً

يَدِي أصْبَحَتْ مَوْضِعَ شَكٍ

أصَّعِِدُ جَسَدِي الثقيلَ لقبْر أصََابعِي

لا يَمْنعُنِي الرَّمَادُ من الضَّحِكِ

عِندَمَا أغْلقُ بَابَ غُرفتي بإحْكامٍ مُتعَمَّدٍ

أهَيِّئُ لرُوحِي انتصاَرَهَا الخَاصَ

وأدْعُوَ أعْضَائيَ للبَهْجَةِ

رَأسِيَ فِي مَأمَن ٍ على الوسَادَةِ

والجَدَارُ حَرَسٌ لا يقبَلُ الرِّشْوَةَ

خَلفِيَ

5

رَاقَبُونِي على سَبيل الغَلط

الذِي أثارَنِي فعلاً

أننا نرَاقبهم بإصْرار وترَصُّدٍ

كُلمَا بَدَتْ سَقطاتهم نَسَتخِفُُ فِي الزَّفير الأخَير

نتأمَّلُ رَبْكَةِ القلبِ

وأثر الأدْرينَالين بعيونٍ مُغْلقةٍ

أصَّعِدُ قدَمَيَّ دَرَجَة أخرَى

مِنْ نَافذةِ المِترو هَذِهِ المرَّة

أرْقبُ

قِناعِي أشدُّ ضَرَاوة ً

بَيْنهُمْ

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مرحبا هناك ، وجدت الخاص بك بلوق عبر جوجل في حين تبحث عن الاسعافات الاولية لنوبة قلبية ومشاركتك تبدو مثيرة جدا للاهتمام بالنسبة لي.