السبت، 17 يناير 2009

الخِيَانة ُ وَرْدَة ُ الخـُبز

الخِيَانة ُ وَرْدَة ُ الخـُبز

مِثلُ أيِّ مُحَاربٍ
عَائِدٍ من هَزَائمَ أخرَىَ
تاركاً الخِيَانة تنمُو في مَيدَان المَعَاركَ
مِثلُ هَذا المُحَاربِ تحديداً
وهَوَ يَمْسَحُ دُمُوعَاً قبلَ وصُُُُُُُُُُولهِ
لبابِ البيتِ
يَرتدِي جلبابَ فلاح ٍ
فِي تبَادُلٍ خِصبٍ
بزيِّهِ العَسكريِّ وَسَطَ دَهشةٍ
عَلىَ الجسر المُوحِل بمَاء المَطر
بالقربِ من فأس, وترعَةٍ, وَشجَرةِ بُرتقال ٍ
مِثلُ هَذا المُحَاربِ تحديداً
يَحمِلُ قدَمَاً بَعدَ أخرَى ليَصْعدَ دَرَجَ بيتهِ
تكتمِلُ الإطاحَة بهِ في هُوَّةٍ
ويقتحِمَهُ الجَزَعُ
لكلِّ خَطوَةٍ
فزَع ٌ
وفي كلِّ رَفع قامَةٍ
رَجفة قلبٍ
تحديداً, مِثلُ هذا المُحَاربِ
يَبحَثُ عَن ذاكِرَةٍ أخرَى - دُونَ جَدوَى -
لم ينشغلْ باستلابِ أورَاق هُوَيتهِ
وخِطاباتِ الأصدقاء, ونوتةِ أرقام الهَوَاتفِ,
ومُلاحظاتٍ حَولَ أيَّامِهِ خلفَ تلةٍ ورمَال وخَيمَةٍ
رُبمَّا تعَمَّدَ فِي مُبَادَلتهِ تِلكَ
نزْعَ جِلدِ جَسَدِهِ المُحترق بإشاراتِ القادةِ,
ورجال الدِّين المُعينين أيامَ الجُمَع
قِبلة الحَربِ الجَديدة ُ
قبلة ترضاهَا
مُرْغَمَاً
بَغدَادُ الآنَ خَربَة ٌ
والأئِمَّة غَرقىَ في الفراتِ ودِجلة
لتؤمِّنَ شهْوَة الدَّم في غزَّة َ
مِثلُ المُحَاربِ هَذا
يَهُزُ رَأسَهُ بعنفٍ - دُون جَدوَى -
فلا تلتقي عَيناهُ بعينيِّ أبيهِ
ولا تصلُ أذنيهِ تمتمة أمِّهِ
يَهُزُّ رَأسَهُ بعنفٍ
يَتذكرُ رَغبتهُ الحَقيقية َ
أن يضَعَ أصَابعَ كفهِ على خَدِّ حَبيبتهِ
التي عَشِقهَا وأحَبَّتهُ
في لحظةٍ طازَجَةٍ
تربكُهُ الحَسْرَة ُ
هَذا المَحَاربُ تحديداً
وَهوَ يُغلقُ نافذة " رَفح "
فلا يَشمُّ رَائِحَة احتراق الدَّم
مُشبَّعَا بالنابلم والفسفور
بشهوةٍ أخرَى في أرَشفةِ الفضائياتِ
مِثلُ هَذا المُحَاربِ تحدِيداً ,
وَشفافيةِ المُعطياتِ
يَعُودُ, خُطوَاته خِفـَّة في بَيَاض عَينيهِ
أنَّ الرَّصَاصَ لم يَخترمْ وقتهُ
والدَّاناتُ لم تفتتْ ارتِجَافَ أصَابعِهِ
فيكونُ كلُّ هَذا رَمَاداً
قبلَ أن يَطرقَ البَابَ
وَتحِيطه العُيونُ,
وَتغلقُ البنتُ التي عَشِقتهُ, وَأحَبَّهَا
النافذة للأبَدِ !!
مِثل هَذا المُحَاربِ بالضَّبطِ
مَعَ فارق ضَئيل ٍ
إذ نَجُُرُّ أقدَامَنا باعتِزَاز ٍ
مُبَالغ ٍ
فِيهِ

الأربعاء، 7 يناير 2009

اقتِحَامٌ يَوْمِيٌّ لعَرَبَةِ المِترُو

اقتِحَامٌ يَوْمِيٌّ لعَرَبَةِ المِترُو


1

لتكُون مُهلتكَ الأخيرة !

صَفُّ مَوْتىَ النوَافذِ مُتجَاورين

في زحاَم الأرصِفةِ

عَنَاقِيدُ مُدَلاةٌ وَجَافة

الأيْدِي

تنبُضُ أنُوفٌ فقط في مُواجَهَةِ إنَاثٍ

يَشْهَقنَ في مَقابر الأصَابع ِ

يَجْلسَان - في الانتظار- مَهْمُومَين

شَابٌ وفتاة ٌ

تتحَمَّلُ عِبْءَ سَاعِدِهِ المَفْرُودَةِ عَلى كتفِها

يُحَاولان جَمْعَ فرَاشاتٍ

لصِنَاعَةِ زَخَم ٍكَريم ٍ

صَوْتُ عَجَلاتِ القِطار يُكَرِّسُ مَسَافة أخُرَى

لعُيون زَائِغَةٍ

2

كَانت الوُجُوهُ فِي المِترو

تثيرُ دَهْشة بالفناءِ المُسْتنشقِ مَعَ الصَّبَاح

التجَاعِيدُ تبدُو وَاضِحَة ً

سَيْلٌ مِن الصَّمْتِ المُؤقتِ

والمُرَاقبةِ

كُلمَا وَضَعْتُ أصَابعِي فوقَ فمِي

أشْكرُ رئتي باستخفافٍ وحَذر ٍ

بترقبٍ على الأقلِّ

3

هَلْ رَاقبُونِي بصَرَامَةٍ وَجدِّيةٍ إلىَ هَذا الحَدِّ؟!

باطرَادٍ هكذا؟!

مَلأوا أدْرَاجَهَم بعناوينَ مُبْهجَةٍ

وَمُصَافحَاتٍ مُطرَّزَةٍ وَمَعْقودَةٍ

كَعُلبِ الحَلوَى

يُؤجِّلون قطفَ وَرَقِ الشَّجَر الذابل

يَطفقونَ الأرْضَ بقوةٍ

تُذكِّرُهُمْ بمُعَسْكَرَاتِ الجَيْش فِي السَادِسَةِ صَبَاحَاً

الوَقتُ كائنٌ نبيلٌ وَأسِيفٌ

يَومِيٌ وَمُعَاشٌ

بدَرَجَةٍ

4

كلُّ الذي أفعَلهُ

لا يَزيدُ عَنْ وَضْع قدَمٍ عَلى دَرَج ٍمُنهَار ٍ

أنا عَلى عِلمٍ بهَذا

وَأعْطِي الخَيَالَ رَحْْْْْْْْْْْْْْْْْابَة مَيدَان التحْرير

"الخَالِيَ تمَامَاً من الخَطو المُوَازيَ والمُتقاطع

وحَفِيفِِ أطر المَرْكَبَاتِ "

الإعْلانَاتُ تعمَل بيقينٍ

والجرذانُ تتعَلقُ بمَسَامِ الحَدِيْدِ

سَائِقو الأجْرَةِ, المُوَظفُونَ, بَوْابُو العَمَائِر, الجَرْسُوناتُ

الصَّحَفِيُّونَ والسُّعَاةُ, أصْحَابُ أكْشَاكِ السَّجَائِر...

أسْئِلة ليْسَتْ بَريئة أبَداً

يَدِي أصْبَحَتْ مَوْضِعَ شَكٍ

أصَّعِِدُ جَسَدِي الثقيلَ لقبْر أصََابعِي

لا يَمْنعُنِي الرَّمَادُ من الضَّحِكِ

عِندَمَا أغْلقُ بَابَ غُرفتي بإحْكامٍ مُتعَمَّدٍ

أهَيِّئُ لرُوحِي انتصاَرَهَا الخَاصَ

وأدْعُوَ أعْضَائيَ للبَهْجَةِ

رَأسِيَ فِي مَأمَن ٍ على الوسَادَةِ

والجَدَارُ حَرَسٌ لا يقبَلُ الرِّشْوَةَ

خَلفِيَ

5

رَاقَبُونِي على سَبيل الغَلط

الذِي أثارَنِي فعلاً

أننا نرَاقبهم بإصْرار وترَصُّدٍ

كُلمَا بَدَتْ سَقطاتهم نَسَتخِفُُ فِي الزَّفير الأخَير

نتأمَّلُ رَبْكَةِ القلبِ

وأثر الأدْرينَالين بعيونٍ مُغْلقةٍ

أصَّعِدُ قدَمَيَّ دَرَجَة أخرَى

مِنْ نَافذةِ المِترو هَذِهِ المرَّة

أرْقبُ

قِناعِي أشدُّ ضَرَاوة ً

بَيْنهُمْ

الاثنين، 5 يناير 2009

تفكيكُ قاعِدَةِ التمثال

تفكيكُ قاعِدَةِ التمثال


1

مَنْ يَدْفعْ قدَمَيَّ

للسَّيْر في شوَارعَ مَكْرُوْهَةٍ,

شاحِبَةٍ ومُتهَالِكةٍ ؟

في بُيُوتٍ لمْ تسْجَلْ عَلامَة ألفةٍ وَاحِدَةٍ

لأنَاس غُرَبَاءَ مِنْ صُلبي ؟

يُخْطِئُ التائِهُ أنْ يَِتوَقفَ لحْظة ً

في بَلدٍ تمْلأ حَلقهُ بغُصَّةٍ

وَهْيَ تمَارسُ جُمُودَهَا الأبَدِيَّ

2

في شبَكِ العَنكَبُوتِ

تنتفِضُ الأصَابعُ وتخْمُدُ

كَيْفَ أمُرُّ إلىَ حُدُودِ حُضُوركِ

والوَقتُ شاردٌ في السَّفر؟

3

توَقدُكِ

والتِمَاعُ عَيْنيْكِ

وَغُمُوضُ دَفع القدَمَيْن للحُضُور

ارْتِبَاكٌ مُؤقتٌ يَسْتَحِقُّ العَنَاء

يَدِي لمْ تزَلْ في الشّرَكِ

5

بسَبَبِ انتِهَاكِ حُرْمَةِ رُوحِي

إذ دَفَعْتها مِرَارَاً للصَّبْرِ

فلمْ تغضبْ

للغفلةِ

فلمْ تسْطعْ في تمَرُّدٍ حَقِيقيٍّ

قبلتْ الغُثاءَ اليَوْمِيَّ مِنَ الحَاكِمَ

والمُنتفِعينَ

لمْ تعُدْ صَالِحَة - أغْلبَ الظنِّ -

عندمَا أرْغَبُ في الاسْتِعَانةِ بهَا

جَسَدٌ فقطْ

- بلا مُبَالاةٍ – يَتأمَّلُ حَيَوية مَصْنوعَة ً

لمْ يكنْ في الحُسْبَان ارْتكابُ حَمَاقةٍ مُمَاثِلةٍ

بدَوَافعَ غريزيَّةٍ

للمُشَارَكَةِ في بنيةِ الانتهَاكِ

المُتبَادَلِ

5

البَهَاءُ الذي يَبْدُو فِي المَشْهَدِ

عِندَمَا تثقبُ الرَّصَاصَة جُمْجُمَتهَا

فتسْتلقِي مُصْمَتة فِي حُمْرَةِ الدَّم السَّاخِنِ,

أو تفحُّمُ الجَسَدِ فِي مَرْكَبَةٍ مُدَرَّعَةٍ

وَسَط جُنُودٍ مَطرُوحِينَ أرْضاً

والكلاشينكُوف خَامِدٌ لا يَعْمَلُ

قرْبَ طائِرَةِ الأبَاتشِي

مَقطوعِي الأيْدي

نَظرَةُ العَجْز تِلكَ فِي عُيُون المُسْعِفِينَ

تصْنَعُ الإمْكَانَ ...